شــا ت بــلــدي الــعـفــا شــا ت
اهلا بكم في موقع العفاشات
شــا ت بــلــدي الــعـفــا شــا ت
اهلا بكم في موقع العفاشات
شــا ت بــلــدي الــعـفــا شــا ت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شــا ت بــلــدي الــعـفــا شــا ت

الــمـو قــع الـرسـمــي لــقــريــة الــعـفـا شـا ت يــرحــب بــكــم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المسلمون في أزمة التطبيق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عارف عبدالحميد رضوان




عدد المساهمات : 194
تاريخ التسجيل : 03/05/2011
العمر : 29

المسلمون في أزمة التطبيق  Empty
مُساهمةموضوع: المسلمون في أزمة التطبيق    المسلمون في أزمة التطبيق  Emptyالثلاثاء مايو 24, 2011 9:42 pm




الحمد لله حمد الشاكرين, والشكر له سبحانه على نعمة الايمان والدين. وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له, القائل في كتابه المبين:{ ان الدين عند الله الاسلام}. وأشهد أ، سيدنا محمدا رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين. صلوات ربي وسلاماته وبركاته عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغرّ الميامين.


أمّا بعد, فيا عباد الله, اتقوا ربكم التقوى الحق, والزموا طاعته, وتجنّبوا الفسق, واستقيموا على هديه, حيث خاطبكم بقوله:{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ الا وأنتم مسلمون}.


أيها الاخوة المؤمنون:


لا يعاني المسلمون في هذه الأيام من أزمة جهل بالاسلام قدر ما يعانون أزمة التطبيق الواقعي لما يعرفونه من الاسلام. فعلماء الاسلام كثر ولله الحمد, والكتب التي تتحدّث عنه غزيرة, والدعاة اليه كثيرون, ومراكز تعليمه متعددة ومنتشرة في كثير من أصقاع الأرض, والصحافة والاذاعات وسائر وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تتكلّم عنه يصورة مقتضبة أو مفصّلة, ولو أحصينا رصيد كل مسلم مما يحفظه من دينه لوجدنا أنه لا أقل من أن يحفظ آية أو سورة صغيرة من القرآ،, ومن الحديث حديثا أو حديثين, ومن الأحكام الشرعية حكما أو حكمان. وهذا القليل الذي يحفظه لو طبّقه بحذافيره لكان كفيلا بفلاحه ونجاحه وخلاصه من كثير من أزمات عيشه واضطرابات حياته, ولكنّه حيث لم يطبّق هذا القليل بقي غارقا في ظلمات العيش متخبّطا في لجّة الصراع الدائر في الحياة, لا يهتدي الى سبيل لخلاص, ولقد جاء في الحديث:" لو تركتم عشر ما أمرتم به لهلكتم, ويأتي على الناس زمان لو فعلوا عشر ما أمروا به لنجو".


فيا معشر المؤمنين:


اعلموا أنّ الله تعالى انما أنزل دين الاسلام ليطبّق في واقع الحياة, وليكون منهجا ضابطا لتصوّرات الناس وسلوكهم وعواطفهم ومعتقداتهم, فمن عطّل شرع الله عن التطبيق, وعزله عن دائرة التنفيذ العملي, واكتفى بحفظه والتفكّه بقراءته واثارة الجدل حوله, فانّ ما اطّلع عليه من الاسلام وعرفه من أحكامه, يصبح حجّة عليه يوم القيامة, وهذا ما حذرت منه سيدتنا عائشة رضي الله عنها عندما أتاها عطاء ابن رباح يسألها عن العلم, فقالت له: يا بنيّ, هل عملت بما سمعت؟ فقال: لا والله يا أمّاه. قالت: يا بنيّ, فيم تستكثر من حجج الله علينا وعليك.


وجاء في الحديث قال عليه الصلاة واليلام:" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه, وعن علمه ماذا عمل فيه".


وكان الصحابة رضي الله عنهم على غاية الحذر من أن يعلم أحدهم شيئا من دينه ولا يطبّقه. فلقد قال ابن مسعود رضي الله عنه:" والله ما منكم من أحد الا وانّ ربه سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ثم يقول: يا ابن آدم ما غرّك بي _ثلاثا_ ماذا أجبت المرسلين؟ كيف عملت فيما علمت؟". وكان أبو الدرداء يقول: ( ان أخوف ما أخاف اذا وقفت على الحساب أن يقال: قد علمت فماذا عملت فيما علمت؟ فلا تبقى آية من كتاب الله عز وجلّ آمرة أو زاجرة الا جاءتني تسألأني فريضتها, فتسألني الآمرة: هل ائتمرت؟ والزاجرة: هل ازدجرت, فأعوذ بالله من علم لا ينفع, ومن نفس لا تشبع, ومن دعاء لا يسمع).


أيها الاخوة المؤمنون:


لقد حذر الله من مغبّة نبذ العمل وتعطيل منهجه عن التنفيذ, فذمّ أولئك الذين لم يكن حظهم من دينهم الا قراءته ودراسته, فقال في حق علماء بني اسرائيل:{ مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}.


وأقول أيها الاخوة توثيقا لهذه الحقيقة: لقد أعلن العلماء أن مفهوم الاستقامة التي أمر الله عباده بقوله:{ انما الهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه}, وبقوله:{ فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا, انه بما تعملون بصير}, والتي أثنى بها على عباده الصالحين بقوله:{ انّ الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}. وكذا التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله لأحد أصحابه:" قل آمنت بالله ثم استقم". هذه الاستقامة انما تعني التطبيق العملي والتنفيذ الصحيح لشريعة الله وأحكام دينه القويم, وهذا تفسير مفهوم الاتباع الذي ذكره الله بقوله:{ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه, ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله, ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتقون}.


فيا معشر المسلمين:


ترجموا معنى انتسابكم الى الاسلام بحسن تطبيق أحكامه وتنفيذ توجيهاته وآدابه, واحذروا من أن 0تحملوه بألسنتكم وتنبذوه بأعمالكم, فان من يقرأ قول الله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}, ثم يدع نفسه وأهله بلا تأديب, ويرتكس معهم في حمأة الملذات والشهوات والمعاصي والمنكرات يكون نابذا من خلال واقعه معنى هذا الأمر الالهي. والذي يقرأ قوله تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا}, ثمّ يقارف أكل الربا لا يفترق بواقعه عن الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها. والذي يقرأ قول الله عز وجلّ:{ انّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى أهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}, ث0مّ يخون الأمانة, ويظلم الناس, ويجور في حكمه, وهو أبعد ما يكون عن الاسلام, ولو قال انني من المسلمين.


يا معشر المسلمين:


تجنّبوا أن تتغرّبوا عن دينكم الذي ارتضاه الله لكم, واعلموا أنّ أعداء الاسلام الملاحدة حيث أيقنوا أن لا سلطان لهم على دين الله الحق, لأن الله تعالى تكفّل بحفظه, ووجدوا أنّ جميع ما يثيرونه حول الاسلام من شبهات قد تكسّرت هياكلها, وتحطّم زيفها أمام أصالة هذا الدين وجوهره المتين. فلم يقولوا: انّ الاسلام خرافة, لأنهم علموا أنه دين حارب الخرافة, وخاطب العقل البشريّ المجرّد, ودعا الى العلم والمعرفة. ولم يقولوا: ان الاسلام زيغ وتضليل, لأنهم علموا أنه منهج الهدى المبين. فلم يجدوا أمامهم سبيلا الى ضرب الاسلام في صميمه الا أن يبعدوا أتباعه عنه دون أن يقولوا لهم اتركوا الاسلام, وذلك عندما صوّروا لنا الاسلام أنّه مجرّد قيم مثالية ومبادىء عليا تبقى ماثلة في أذهان المسلمين وقلوبهم, ولا مجال لتطبيقها في واقع سلوكهم, فأبعدوهم عن دائرة الاسلام في واقعه العمليّ بما أغدقوا عليهم من عادات وتقاليد ومفاهيم اجتماعية وسلوكيّة تفقد المسلم أصالته الاسلاميّة, ليصبح الدين في نظره مجرّد فكرة عارية عن صلاحيّة التطبيق في واقع الحياة, فزيّنوا لأبناء المسلمين الزنا, وقالوا: انّه ذوق عصري متطوّر لطبيعة العلاقة بين الشاب والفتاة. وزيّنوا للمرأة السفور والتعرّي, وقالوا: انّه حريّة. وزيّنوا للرجال والنساء الاختلاط السافر, وقالوا: انّه حضارة ومدنيّة. وزيّنوا للتاجر الغش والخيانة, وقالوا: انّه ذكاء وفلهوية. وزيّنوا للناس مختلف صور الفساد الاجتماعي والضلال الفكري, وقالوا: انّه تقدّم وازدهار وحضاريّة.


فاحذروا أيّها المسلمون من أن تتخلوا عن عادات اسلامكم وتقاليده, واعلموا أنّكم ما ان تمسّكتم بدينكم ولزمتم تطبيقه قولا وعملا, واتخذتموه منهجا لحياتكم فلن تضلّوا, ولن تخسروا, ولن تذلّوا, ولن تهزموا, بل سوف تجدون فيظلّه العزة والكرامة والنصر والسلامة.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنّتي".


اللهم ألهمنا رشدنا, وثبّتنا على ديننا, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.


والحمد لله ربّ العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aref.arabstar.biz
 
المسلمون في أزمة التطبيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شــا ت بــلــدي الــعـفــا شــا ت :: قــسـم الاســلامــيا ت :: دروس و خــطــب‎-
انتقل الى: