أخرج ابن جرير الطبري من طريق سيف عن بدر بن عثمان عن عمه قال: لما بايع أهل الشورى عثمان خرج, وهو أشدّ كآبة, فأتي منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس, فحمد الله وأثنى عليه, وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم , وقال:
انكم في دار قلعة وفي بقية أعمار, فبادروا آجالكم بخير ما تقدرون عليه, فقد أتيتم صبّحتم أ, مسيّتم, ألا وان الدنيا قد طويت على الغرور, { فلا تغرّنكم الحياة الدنيا ولا يغرّنكم بالله الغرور}, واعتبروا بمن مضى, ثم جدّوا ولا تغفلوا, فانه لا يغفل عنكم, أين أبناء الدنيا واخوانها الذين أثاروا وعمروها ومتّعوا بها طويلا؟ ألأم تلفظهم؟ أرموا بالدنيا حيث رمى الله بها, واطلبوا الآخرة,فان الله قد ضرب لها مثلا, والذي هو خير, فقال عزّ وجلّ:{ واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا}.
" حياة الصحابة" (4\277)
وأخرج ابن جرير الطبري عن طريق سيف بن بدر عن عثمان عن عمه قال: آخر خطبة خطبها عثمان في جماعة:
ان الله عز وجل انما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة, ولم يعطكموها لتركنوا اليها, ان الدنيا تفنى والآخرة تبقى, فلا تبطرنّكم الفانية, ولا تشغلنّكم عن الباقية, فآثروا ما يبقى على ما يفنى, فان الدنيا منقطعة, وان المصير الى الله. اتقوا الله عز وجل, فان تقواه جنة من بأسه ووسيلة عنده, واحذروا من الله الغير, الزموا جماعتكم, ولا تصيروا أحزابا, {واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا}.